الحلقة (1) من سلسلة "أَحْيَاءٌ تَكَادُ تَخْلُو من مَظَاهِر الحَيَاة" : سكان "آدرار" بين مطرقة الجوع و سندان المرض.. (فيديو)

سبت, 02/27/2021 - 23:06

السبيل نواكشوط... تعج موريتانيا بأعداد هائلة من الفقراء ممن يقبعون تحت خط الفقر في انتظار أياد خيرة تنتشلهم من القاع إلى الضفة حيث تشير، الدراسات و الإحصائيات عن وجود نسبة تقارب 90% من أصحاب الفقر و الفاقة بين صفوف الشعب الموريتاني..

و في هذه السلسلة سنقود قافلة "السبيل" صوب أحياء يتراكم فيها الفقراء لنسلط الضوء الإعلامي على معاناتهم و نواقصهم دون تجميل أو فبركة للأحداث، راجين بذلك تكوين صلة وطيدة بينهم و بين الخيرين ممن يبذلون الغالي و النفيس في سبيل هذا الوطن و مواطنيه و ممتثلين في ذلك القول "الدال على الخير كفاعله " و ما جاء في حديث  رسول الله -ﷺ-: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله" ..

بعد فترة طويلة من التحري و البحث بهذا الخصوص فضلنا اختيار ولاية آدرار كنقطة لبداية انطلاق قافلتنا إذ كان ما لقيناه هناك عجب عجاب و صدمة وقعت علينا وقع الصاعقة لتتضح لنا معالم الفقر الحقيقي ...

في أطار عاصمة ولاية آدرار تتمركز خمس أحياء _ أو أموات إن صح التعبير _ يعاني ساكنوها من فقر منقطع النظير و نقص حاد في المواد الضرورية للحياة..

الحي الشعبي، حي شتادوه، حي كويكة، حي تينيري و حي ارگيبة، كلها أحزمة بؤس تضج بالمحتاجين و المشتاقين لمظاهر العيش الكريم، هناك أصبح الماء العذب عصيرا فالأهالي أعتادوا على المياه المالحة التي تهلك أجسامهم يوماً بعد يوم مخلفة تشوهات جلدية على الأغلبية..

المنقذ الوحيد لهؤلاء الضعفاء جاء على هيئة جمعية خيرية تحت عنوان تطابق مع المضمون "إغاثة بلا حدود" التي وصلت الليل بالنهار في سبيل التخفيف من وطأة الظروف المحيطة بهم فدأبت على سقاية تلك المناطق و تكلفت عناء علاج مرضى الفشل الكلوي و لا زالت تواصل نشاطها الخيري مع تنامي طموح القائمين عليها ليتجاوز الحدود، بدءاً بمحاولة توفير أدوية الأمراض المزمنة الباهظة الثمن لمستخدميها في تلك الأحياء و غيرها من المناطق الهشة..

و هنا يقودنا الحديث للنقص الحاد في أدوية الأمراض المزمنة و عجز أغلب المرضى عن توفيرها لندرتها و كونها باهظة الثمن بالنسبة للفقراء العاجزين عن لقمة العيش في مدينة أطار و بالأخص في الأحياء المذكورة آنفا، فبحسب سجل جمعية "إغاثة بلا حدود" فإن أعداد المستخدمين لأدوية الأمراض المزمنة تتجاوز 500 شخص (أغلبهم مرضى بالسكري و الضغط) و كأن هذه المآسي ليست كفيلة بهدم هؤلاء الضعفاء تضاعفت آلامهم جراء موجة " كورونا " ، و هنا بادرت الجمعية إلى توفير الماء والدواء لبعض المحتاجين حتى لا يقعوا بين براثن الجوع و المرض..

من هذا المنبر المتواضع نرجوا من كل الخيرين و الفاعلين في المجال الخيري مد يد العون لسكان مدينة أطار و أهالي المناطق الهشة فيها و مساعدتهم و لو قليلا عن طريق إزاحة الأثقال المتراكمة على كواهلهم بفعل أشباح الفقر و الجوع و المرض، كما نوجه جزيل الشكر و التقدير للقائمين على جمعية "إغاثة بلا حدود" على ما قاموا به من عمل خيري ترك بصمة لا تخفى معالمها على سكان المنطقة راجين من الله تبارك و تعالى مضاعفة أجورهم في الدنيا و الآخرة...

يتواصل... 

سلسلة "أَحْيَاءٌ تَكَادُ تَخْلُو من مَظَاهِر الحَيَاة"..

خاص بموقع "السبيل"... 

فيديو: