انعدام الصرف الصحي يحول أمطار نواكشوط إلى نقمة - تحقيق خاص

أحد, 09/20/2020 - 22:56

السبيل - نواكشوط ..... ساكنة نواكشوط عند نزول المطر يتنازعها شعور بالفرح وشعور بالأسى لما يجلبه هذا المطر من نتن ، ومستنقعات تضر بالصحة وتعيق المارة ، مستنقعات لا تميز بين أحياء العاصمة فتفرغ زينه .... والحي الساكن سواء في عين المتجول في شوارع العاصمة صبيحة الغيث .... غيث لا يتمنى كثيرون نزوله ولايفرح أحد بعد هطوله لأن ضره أكثر من نفعه في ظل إنعدام الصرف الصحي في عاصمة القمامة                                               .

إن ميلمترات قليلة من المطر تجعل سكان العاصمة يعيشون معاناة مستمرة ، وتجعل شوارعها تبدوا أشبه ببحيرات عملاقة من المياه الملوثة تعيق حركة الأشخاص ومرور السيارات والعربات وفي بعض مقاطعات العاصمة مثل الميناء ودار النعيم تزداد الأمور سوء لدرجة أن بعض سائقي سيارات الأجرة يجعلون من سياراتهم زوارق لعبور الأنهار الملوثة مقابل مبالغ مضاعفة ولا أحد يرفض هذا العرض الغريب لأن مستوى المياه المرتفع يجعل من هو مضطر للعبور مستعدا لقبول أي حل ، وقد أدت الحفر المغمورة وسط المياه إلى تعطل عشرات السيارات التي حاول أصحابها إجتياز برك المياه هذه ، في ظل هذه الوضعية فإن الكثيرين من سكان نواكشوط يحزمون حقائبهم ويغادرون إلى وجهات أقل تلوثا فلا جدوى من الإقامة في مدينة تتحول فبها الأحياء والأسواق وحتى المباني الحكومية والبنوك وغيرها من المرافق إلى جزر منفصلة ومعزولة عن بعضها ، هذا بالنسبة لسكان وسط المدينة أما سكان المقاطعات الأخرى فيعانون معاناة من نوع آخر فبعضها مثل الأحياء البعيدة والقريبة من الشاطئ فيتحول إلى كانتونات معزولة بينما تقطع المياه الطرق الرئيسية المؤدية إلى بعض الأحياء الأخرى .

مصائب قوم عند قوم فوائد

رغم أن مشكلة التضرر من الأمطار مطروحة لسكان العاصمة ككل فإن من بينهم من يستفيدون منها بشكل آخر وفي مقدمة هؤلاء أصحاب محلات تنظيف السيارات وغسالة السيارات في الشارع فإزالة مايعلق بسيارات ا العاصمة التي يقارب تعدادها عدد السكان مهمة ضرورية ستعرف النقود المصروفة من أجلها طريقها على جيوبهم 

قبل الكارثة

لكن الأمر الذي عمق المخاوف في صفوف المواطنين بشكل كبير ، لإرتباط مسألة المياه الجوفية في أحياء نواكشوط بالمد البحري والتغيرات المناخية وهشاشة الشاطئ وأنخفاض مستوى المدينة عن سطح البحر وتشير التقارير إلى أن الأرض لم تعد قادرة على إمتصا ص المياه بفعل إستنزاف كثبان الشاطئ وتزايد إنتاج ساكنة العاصمة من المياه في ظل إنعدام شبكة للصرف الصحي ، مما – يقول الخبراء – إنه قد يؤدي إلى تآكل القشرة الجبسية الفاصلة بين التربة وبحيرات المياه الجوفية في الأعماق ومع مرور الزمن سيؤدي ذلك إلى بلوغ المياه سطح الأرض .

فهل تجد هذه التحذيرات آذانا صاغيى ، وسواعد جادة تمكن من تلافي الكارثة ؟

قسم التحقيقات بموقع السبيل

بقية الصور :