تحسيس بعد فوات الأوان.. حُجَّةُ لنَهْب خُمْس مِلْيَار من "لَوْحَة" مكافحة كورونا...

جمعة, 05/29/2020 - 11:20

السبيل نواكشوط... إنَّ"التَّفنُّن في الفساد" المُعمَّم في موريتانيا و بين أعضاء حكومتها قد يُؤشِّر إِلى أَفكارٍ مُستوحاةٍ بالفطرة بين المُفسدين، وبالتَّالي فإن قدراتهم العالية و مواهبهم في هذا المجال بإمكانها تحويل كل أزمة خانقة ضربت البلاد ككورونا مثلاً إلى فرصة مواتية لتفريغ خزينة الدولة و نهب أموال شعبها، وقد تجلَّى ذلك في حادثة إختفاء 6 مليارات أوقية قديمة من صندوق "كورونا" قبل فتحه حتىّ، لتتسراع الأحداث بعدها حاملةََ أخبار وفاة الصندوق أو بالأحرى "اللوحة" إن صح التعبير و هي عادة قديمة عند المورتانيين إذ يقوم أقرباء شخص معين واجهته مشاكل مالية عويصة بتجميع الأموال له لمساعدته، إلاّ أن هذه العادة قد تم قلب مضمونها رأساً على عقب بحيث تقاسم المترفون و أتباعهم من الحكومة لوحة "التضامن الاجتماعي و مكافحة كورونا" في حين بقيت أفواه الضعفاء و ذويهم فارغة فكما يقال "من غاب غاب سهمه"...

أبرز مظاهر نهب "اللوحة" جائت على هيئة صفقة "ساخرة" تحت عنوان "حملات تحسيسية فات أوانها" أجازتها لجنة الصفقات متعددة القطاعات تتضمن تأجير سيارات لحملات التحسيس في مختلف مقطعات البلاد بتكلفة قدرها 200 مليون أوقية قديمة، و كالعادة تم منح الصفقة بالتراضي من دون مناقصة لصالح شركة" توب تور"..

أي تحسيس و أي توعية هذه بعد ثلاثة أشهر من تفشي الوباء ؟ لقد تجاوزت كل دول العالم هذه المرحلة و بدأت البلدان في التخطيط لما بعد كورونا، إنما هي حجة واهية لتبرير النهب و تقاسم أموال شعب أعياه الجوع و غلاء المعيشة، شعب مجبر على الإختيار بين الموت جوعا أو مصابا بالفيروس..

من المعلوم لدى الجميع أنه لا يوجد الآن أي مواطن يجهل طرق إنتقال الفيروس و أساليب الوقاية منه، و حتى لو وجد فما هو إلا دليل آخر على فشل الحملات التحسيسة التي أطلقت في الأيام الأولى لإنتشار الوباء، فلم إذا محاولة تصحيح فشل بفشل آخر أشد وطأة ؟ ألم يكن أولى تخصيص هذه الأموال لسد الثغرات الناجمة عن عجز وكالة "تآزر" و توزيعها على الفقراء و المحتاجين ؟

خاص بموقع "السبيل"...