تصحيح الخطأ و تخطي عثرة البداية... يا حكومة ولد الشيخ سيديا "وداعاً بلا دموع و لا ندم"...

جمعة, 08/07/2020 - 01:56

السبيل نواكشوط... بعد تعهدات محمد ولد الشيخ الغزواني في الحملة الانتخابية الماضية بعثت آمال الشعب الموريتاني من جديد و زرعت بذور تطلعات جديدة فاقت التوقعات و تجاوزت الحدود و هو ما ساهم بشكل مباشر في نجاحه في الإنتخابات الرئاسية في الشوط الاول و بفارق شاسع عن أقرب منافسيه لكن الآمال لم تلبث طويلاً حتّى تلاشت و تحولت إلى مآسي حين تم تعيين إسماعيل بده ولد الشيخ سيديا وزيرا أول لحكومة لا فرق بينها و بين تلك التي عانى منها البلد و مواطنوه لعشر سنين...

تعيين ولد الشيخ سيديا ضرب قاعدة "الرجل المناسب في المكان المناسب" مخلفا وراءه نقمة شعبية على رئيس الجمهورية و نظامه المشابه إلى حد كبير نظام سلفه المغضوب عليه من قبل الشعب و هو ما استوعبه ولد الغزواني بعد عام من حكمه ليبادر إلى تصحيح الخطأ عله يستدرك الموقف و ليثبت أن ذلك لا يتعدى كونه عثرة البداية فجاءت إقالة حكومة ولد الشيخ سيديا لتثلج صدور المواطنين و ترسخ مقولة "إن للعهد عندي معنى" في خطوة إيجابية أعادت الحياة لمأمورية رئيس الجمهورية قبل أن تعيدها لشعب كان يحتضر بعد أن ذاق مرارة عشرية "الويلات"...

عوامل عديدة أثبتت التناقض الصارخ و أبانت الفجوة الشاسعة بين ولد الشيخ سيديا و منصب الوزير الأول من أبرزها :

1)_ مسيرة مهنية مشبعة بالفشل : عند كل تعيين جديد في منصب حساس كمنصب الوزير الأول يبادر المواطن البسيط إلى الإستعانة بمحرك البحث "google" بغية التعرف على الوفد الجديد و هو ما لم يحدث عند تعيين ولد الشيخ سيديا و لعل ذكريات فشله أيام شغله منصب وزير الإسكان و وزير التشغيل حالت دون ذلك، كما أن مشروع "إعمار الطينطان" و ما صاحبه من خروقات و شبهات ظل لصيقا به يأبى مفارقته حاله كحال المنطقة الحرة و "خزعبلاتها"، فأنى لهذا أن يكون وزيرا أول ؟

2)_ ولد الشيخ سيديا وزير أول بتدخل من شخصية دينية : معلوم لدى الجميع ساسة و مواطنين كواليس تعيين ولد الشيخ سيديا و ما صحبه من تدخلات أختلط فيها رجل الدين بالسياسي كما يختلط الحابل بالنابل و هنا اجتمعت إنتقادات الشعب و الرأي العام الوطني إذ لو كانت المناصب تمنح على أساس معرفة برجال الدين لا على الكفاءة و الجدارة لأصبحت الحكومة "محظرة بلا قرآن" و هو ما يتناقض مع قيم الدولة و مطالب الشعب الموريتاني...

3)_ حكومة الشعب أضحت مشروعا للأقارب و المعارف : بعد إستلام ولد الشيخ سيديا لمهامه كوزير أول عمد إلى تصفية و إستهداف أطر الشمال الموريتاني لتحقيق مآرب في نفسه لا تبرير لها متناسياََ أن الدولة للجميع بدون استثناء، و على سبيل المثال لا الحصر إقالته للإطار البارز أعل سالم ولد مناه و كذلك فاطمة منت دحي لأسباب شخصية ليختلط بذلك مفهوم الشأن العام مع الخاص و غيرهما الكثير ممن تم تهميشه و إقالته لا لشيء سوى إرضاء معالي الوزير الأول "السابق"...

كما عمل على زرع خلايا من أقاربه و معارفه في جميع مفاصل الدولة و مناصبها الحساسة ليكونوا له ذخراً في قابل الأيام مما حول الحكومة إلى مشروع خاص به لا محل فيه إلا لأقاربه و معارفه...

4)_ وزير أول بلا "كاريزما" : شهدت كل مواقف الوزير الأول السابق على إنعدام شخصيته و عجزه عن تأدية المهام الموكلة إليه و غياب دوره القيادي في في كافة المشاهد سوءا السياسية أو الإقتصادية أو الصحية و لعل مقولة المديرة السابقة لسوماغاز أبرز دليل على ذلك كونها من أهل مكة و هم أدرى بشعابها.. 

5)_ نحس يتلوه نحس و مواقف تنذر بشؤم صاحبها : منذ تعيينه توافدت المصائب تترى على الدولة و الشعب إبتداءََ بأيام العصر الحجري حيث تعطلت الإنترنت لأسابيع مروراً بعواصف رملية مرعبة أعادت إلى الذاكرة المصطلح الشعبي "الريح الحمرة" الذي عاف عليه الزمن، و حتى جائحة "كورونا" و ما صاحبها من أزمات صحية و إقتصادية و اجتماعية...

6)_ القشة التي قسمت ظهر "الوزير" : الضربة القاضية في وجه ولد الشيخ سيديا جاءت من لجنة التحقيق البرلمانية بعد أن وجهت إليه أصابع الاتهام في ملف "خيرية اسنيم" الذي يعد من أكبر ملفات الفساد في العشرية ليجيب رئيس الجمهورية بإقالة الحكومة و لسان حاله يقول "بلغ السيل الزبى" ليأتي دور الشعب في توديع ولد الشيخ سيديا وداعاً بلا دموع و لا ندم على ما هو مقبل بل هي الحسرة على ما فات...

بعد إقالة ولد الشيخ سيديا كان لزاماً على رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني تعيين شخصية بارزة تمتاز بكفاءة عالية كفيلة بتصحيح المسار و هنا وقع الخيار على الإطار محمد ولد بلال كوزير أول في تطبيق حرفي لقاعدة "الرجل المناسب في المكان المناسب" و هي خطوة موفقة لرئيس الجمهورية من كل النواحي سواء من ناحية الوئام الإجتماعي بحيث يتم إشراك كافة فئات المجتمع في الشأن العام أو من ناحية التاريخ الناصع للوافد الجديد و تمتعه بشخصية قوية عكس سلفه و لعل أبرز دليل على ذلك الخلاف الذي دار بينه و بين قائد العشرية أيام توليه إدارة الشركة الوطنية للكهرباء "SOMELEC" بعد إمتناعه عن التوقيع على صفقات مضرة بالشركة و بالبلاد مما دفع "عزيز" إلى إقالته خلال عطلة الأسبوع ليخرج من ذلك الموقف منتصرا ناصع الجبين نظيف الأيادي فعوضه الله خيرا من منصبه أنذاك...

تتقدم مؤسسة "السبيل" إدارةََ و عمالاََ و خاصة المدير الناشر أحمد سالم ولد التباخ بتهانيها الحارة للوزير الأول محمد ولد بلال على منصبه الجديد راجية من الله عز و جل أن يوفقه في خدمة البلاد و العباد...

خاص بموقع "السبيل"...