قصة إهمال بطلها المدير الجهوي.. ثالث المصابين من مصحة "ابن سينا" و حتى سجن "سلسبيل"..(صور)

سبت, 04/04/2020 - 23:01

السبيل نواكشوط... بعد الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا لموريتاني الأصل دب الخوف و الذعر في قلوب المواطنين الذين التمسوا في طول الفترة الفاصلة بين إصابة المعني بالفيروس و الإعلان عنه إهمالا و استهتارا من طرف حامل الوباء الذي ذكرت مصادر مطلعة أنه أصر على عدم إبلاغ السلطات بعد ظهور الأعراض عليه مبررا ذلك بأنها مجرد حمى عادية إلا أن المتابع لمجريات الوضع و كواليس ثالث المصابين بفيروس كورونا في موريتانيا يلاحظ حدوث تقصيرات عديدة و إهمال صارخ من طرف المعنيين بمحاربة الفيروس في ولاية انواكشوط الغربية...

من أجل تسليط الضوء الإعلامي على مراحل هذ الإهمال قامت مؤسسة "السبيل" بالتحري حول ثالث المصابين بالفيروس منذ وصوله إلى مصحة "ابن سينا" و حتى دخوله الحجر الصحي..

فعند وصوله للمصحة اشتبه الأطباء في حالة المريض و لاحظوا عليه أعراض الوباء فاتصلوا فورا على الرقم الأخضر 1155 عندها جاءهم الطبيب الرئيسي المداوم تلك الليلة و بعد تأكده من حالة المريض وضعه في سيارة إسعاف لتنقله مباشرة إلى فندق "سلسبيل" حيث ستأخذ عينات من حلقه و أنفه و يتم إرسالها إلى المختبر لكن الخطأ الفادح هو أن سيارة الإسعاف لم يكن يوجد بها حاجز بين الطبيب و السائق و المريض خاصة من يشتبه بإصابته بمرض وبائي سريع الإنتشار و الفتك..

و بعد وضع المريض في فندق "سلسبيل" رجع الطبيب في نفس سيارة الإسعاف إلى مركز التلقيح الموجود قرب دار الثقافة و المخصص كمركز للإتصال على الرقم 1155 لكن الذي غاب عن الطبيب هو أنه كان يجب عليه تعقيم سيارة الإسعاف و هو ما لم يحدث، و بعد رجوعه إلى المركز أمر ممرضتين كانتا في الدوام بضرورة الإستعداد للذهاب إلى المريض لأخذ عينات منه و لم تكونا على علم بأن المريض قد تم نقله في نفس سيارة الإسعاف لتركبا في مكان المريض لكن الطامة الكبرى حصلت عند استعدادهم للذهاب إلا أن أحد العمال كان قد أغلق غرفة معدات الوقاية الضرورية في مثل هذه الحالات كالقفاز و البدلات الواقية ليمضوا ليلتهم في محاولة الإتصال عليه للحضور و هو الذي يقطن حيث لا تغطية (توجونين)، و بعد جهد جهيد حضر و ذهبوا إلى المريض لفحصه.

حين خرجت نتائج الفحوصات و كانت إيجابية ظهر بطل القصة الذي فاته قطار الأحداث المدير الجهوي للصحة بنواكشوط الغربية و هو المسؤول عن توفير الإمكانيات للمداومين في المركز و خاطب الجميع "ستحجزون صحيا لمدة أربعة عشر يوم" بل إنه اتهمهم بالتقصير في الإجراءات عندها غضب الطبيب الرئيسي و قال له "لماذا لا توفرون سيارتي إسعاف إحداهما تحمل المريض و الأخرى للطاقم الصحي و بعد كل نقل تعقم سيارات الإسعاف؟" بعدها و لمدة طويلة دار خلالها صراع الألسن و وجهت أنامل الإتهام هنا و هناك بين المدير الجهوي و الطاقم الطبي إلا أنهم رضخوا للأمر و تم حجزهم في فندق "سلسبيل".

و في اليوم الموالي قدموا لهم وجبة غداء (الصورة المرفقة بالخبر) تعافها القطط و الكلاب عبارة عن قليل من الأرز مغطى بشيء من البصل و قطعة من الليمون و أخرى من السمك أقرب إلى التعفن فإذا لم يقتلهم الفيروس هاجمتهم أسلحة وجبة الغداء : رائحة نتنة لبصل محترق و حموضة الليمون و تسمم غذائي نتيجة سمك عفن كل ذلك صحبة أرز بارد خشية تضرر الفيروس من السخونة..

فمن المسؤول عن هذا الإستهتار ؟ المحتجزون صحيا يجب أن توفر لهم كافة الظروف المناسبة و يتم مراعاة مختلف جوانبهم الصحية و الغذائية و النفسية و إلا فإن الحجز الصحي يتحول إلى موت بطيء لقوم تداعت عليهم مخالب الوباء و براثن الجوع و شبح الجنون.

توفير ظروف الحجر الصحي هو مهمة اللجنة اللوجستية التي تقع على عاتقها مسؤولية عظمى يجب القيام بها على أكمل وجه كما يجب على وزارة الصحة بقيادة الوزير الدكتور محمد نذيرو ولد حامد إحكام السيطرة و الرقابة على كافة اللجان و معاقبة المقصرين مهما كانت مكانتهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم..

المراقب بتأني للوضع الصحي يعي جيدا أن الإجراءات الإحترازية منذ اتخاذها و الإهمال يشوبها ليخلف ثغرات عديدة كانت كفيلة بتفاقم الأوضاع لولا عناية الله بنا.

هذه الثغرات تم التغطية عليها ببريق إعلامي سلط أضواء كميراته الطامسة على قليل تم تحقيقه من إجراءات كثيرة تم اتخاذها.

ثغرات الإجراءات عوضتها عناية الله و لطفه بعباده الضعفاء الذين لا يملكون منجيا و لا واقيا سواه.

خاص بموقع "السبيل"...