مدرسة التكوين المهني في نواذيبو بين متطلبات سوق العمل ومواكبة التطورات المتسارعة في مختلف التخصصات

خميس, 07/18/2024 - 11:29

السبيل انواكشوط ..................
يلعب التكوين المهني دورا محوريا في توفير فرص العمل والحد من البطالة في صفوف الشباب عبر الدور المميز الذي تلعبه المؤسسات العاملة في هذا المجال تكوينا وتأهيلا تلبية لحاجات السوق من اليد العامة المؤهلة بالكفاءات المطلوبة في مختلف التخصصات الاقتصادية والصناعية والخدماتية وسد النواقص المسجلة في هذه المجالات من الكفاءات المهنية والحرفية.

ويواكب التكوين المهني التغيرات التي تشهدها هذه التخصصات عبر تكييف تكويناته تبعا لهذه التغيرات مما يمكن الشباب من التعاطي مع التطورات التي يشهدها عالم الشغل بتشعب مجالاته.

وشهد التكوين المهني في موريتانيا تطورا نوعيا خلال السنوات الأخيرة، سواء من حيث تنوع مؤسساته ومجالات تخصصها أو من حيث أعداد الخريجين من هذه المؤسسات التي تشكل محورا أساسيا في السياسة الوطنية للتشغيل التي تركز على تأهيل وتكوين الشباب ليكونوا على قدر متطلبات سوق العمل في البلد.
وتعتبر مدرسة التعليم الفني والتكوين المهني في نواذيبو المعروفة باسم مدرسة (ممدو تورى) إحدى أبرز مؤسسات التعليم المهني في البلد وأقدمها، سواء من حيث أعداد خريجيها وتنوع مجالات تخصصهم أو من حيث مكان وجودها في أهم مدينة اقتصادية في البلد تضم عشرات المصانع والشركات والمهن المتعددة التي تتطلب أياد عاملة متخصصة يتماشى تكوينها مع طبيعة وأساليب فرص التشغيل المتاحة ومتطلبات تطورها تبعا لما يمليه التطور التكنلوجي المستمر في طبيعة وآليات تأدية المهام.

وللاطلاع على مجالات التخصص التي توفرها هذه المؤسسة والدور الذي تلعبه في تكوين وتأهيل الشباب وتزويد سوق العمل المحلي بالكفاءات المهنية المطلوبة أجرى مكتب الوكالة الموريتانية للأنباء في ولاية داخلت أنواذيبو مقابلة مع مديرها السيد جاه صيدو، أوضح فيه أن هذه المدرسة، التي يعود تأسيسها إلى سنة 1960، واكبت التكوين المهني الذي يعتبر رافعة هامة لمحاربة البطالة والتسرب المدرسي وفتح باب التكوين والتأهيل أمام كافة الموريتانيين مما يساعدهم على ولوج سوق العمل كل حسب مجال تخصصه.
وأوضح أن مواكبة المدرسة لمختلف مجالات التكوين المهني المطلوبة مكنت من خلق 17 تخصصا متنوعا في مجالات الصناعة والبناء والأشغال والخدمات، مشيرا إلى أن خطة عملها خلال الفترة (2022 – 2025) تم في إطارها لحد الساعة تكوين 2200 شاب.

وأضاف أن عدد طلاب المدرسة الذين ترشحوا هذه السنة لنيل شهادة الكفاءة المهنية والتقنية بلغ 428 طالبا، حصل 327 منهم على هذه الشهادة، وهو ما يمثل نسبة 72%، مشيرا إلى أن نسبة البنات من بين الحاصلين على هذه الشهادة بلغت 41 في المائة.

وقال إن المدرسة لديها علاقات مع عدد كبير من الشركاء، من بينهم الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم)، والشركات الصناعية العاملة في قطاع الصيد البحري، مشيرا إلى أن شركة (اسنيم) التي قامت خلال السنوات الأخيرة بتشغيل 600 عامل كان من بينهم أكثر من 100 عامل من طلاب المدرسة.
ونبه إلى أن المدرسة تواكب سوق العمل في الولاية والذي يتحرك بسرعة سواء من حيث تنوع التخصصات أو من حيث ما يمليه تطور مجالاتها، مشيرا إلى أن المدرسة التي ستنفذ برنامجا لتحسين نوعية التكوين عبر شراكة استراتيجية مع الوكالة الفرنسية للتنمية، ستفتح المجال خلال السنة الدراسية المقبلة لتسجيل 605 طلاب موزعين على مختلف التخصصات التي توفرها المؤسسة.

وأضاف أن المدرسة ستنظم خلال شهر سبتمبر المقبل، بالتعاون مع مؤسسة التكوين المهني بأگادير المغربية، تكوينا لصالح طواقم التدريس بها من مكونين ورؤساء مصالح، وستعمل في المدى المتوسط على إعطاء ميزة (إيزو) العالمية للميكانيكا والتبريد الصناعي اللذين يعتبران التخصصين الأكثر ملاءمة لسوق العمل المحلي حتى يكون بإمكان المتخصصين فيهما العمل في السوق بحرية والولوج إلى الشركات الدولية مثل تازيازت وغيرها من الشركات الدولية العاملة في البلد.

واختتم مدير المدرسة حديثه بالتأكيد على أن مدرسة التعليم الفني والتكوين المهني في نواذيبو، ستواكب تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، المتعلق بتمكين الشباب وتعزيز ولوجه لمختلف المرافق الاقتصادية، مؤكدا أن المؤسسة على أتم الجاهزية والاستعداد بإمكانياتها البشرية والمادية واللوجستية وبناها التحتية للمساهمة في تنفيذ بنود هذا البرنامج على أرض الواقع.